الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية غاب عن جلسة الغذاء مع صهر ترامب : ملابسات وتفاصيل جديدة عن إقالة مندوب تونس في الأمم المتحدة

نشر في  10 فيفري 2020  (08:18)

نشر موقع العربي الجديد مقالا استعرض فيه ما عنونه بملابسات إقالة مندوب تونس في الأمم المتحدة المنصف البعتي وكشف تفاصيل جديدة في هذا المقال :

تحط المساعي الفلسطينية لمواجهة خطة الإملاءات الأمريكية التي أعدتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لفرض رؤيتها المنحازة لإسرائيل في مسار السلام، والمعروفة بـ"صفقة القرن"، غداً الثلاثاء، في مجلس الأمن الدولي، وسط بلبلة أثيرت بإعلان تونس قبل أيام إقالة مندوبها الدائم في الأمم المتحدة، المنصف البعتي. وأرجعت تونس سبب الإقالة، إلى قلة مهنية البعتي، في وقت رجح دبلوماسيون تحدثوا لـ"العربي الجديد" أن تكون الولايات المتحدة الجهة المحرضة على ذلك، بعد اتخاذ المندوب التونسي موقفاً منحازاً للجانب الفلسطيني.
وكانت تونس قد تولت عضويتها في مجلس الأمن الدولي خلفاً للكويت بداية جانفي الماضي. وروى دبلوماسي رفيع المستوى في مجلس الأمن لـ"العربي الجديد" في نيويورك، أنه "صباح الخميس (الماضي)، عقدت كل من إندونيسيا وتونس أول جولة مشاورات مغلقة مع كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لمناقشة حيثيات مسودة المشروع المتعلقة بالخطة الأمريكية، والتي وزعاها قبلها بيومين"، واصفاً أجواء اللقاء بأنها كانت بناءة. وأوضح أن قرار البلدين بعقد مشاورات مع كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، جاء في محاولة للحصول على أكثر دعم ممكن لمشروع القرار. وأكد الدبلوماسي أن الطرف الأميركي حضر تلك المشاورات، وأن تونس وإندونيسيا تعمدتا الاستماع إلى جميع الأطراف ومحاولة العمل معها وأخذ ملاحظتها بعين الاعتبار في ما يخص مسودة القرار. وأضاف "علمنا بعد ساعات من ذلك الاجتماع في الصباح، أن السفير التونسي لن يحضر جلسة الغداء التي دعا إليها الطرف الأمريكي بحضور (صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره ومهندس "صفقة القرن") جاريد كوشنر في مقر السفارة الأميركية للأمم المتحدة، وأن ممثلاً آخر من السفارة سيحضر"، لافتاً إلى أن ذلك "كان غريباً جداً، لأهمية تونس باعتبارها الدولة التي تشغل الكرسي العربي في مجلس الأمن وضرورة أن يكون السفير حاضراً". وختم بقوله إنه "قبل انتهاء النهار، انتشر خبر الإقالة"
وهدف اجتماع كوشنر، والذي حضره المبعوث الأميركي الخاص حول الملف الإيراني براين كوك، إلى تقديم إحاطة للدول الأعضاء في مجلس الأمن حول الخطة الأميركية، ونقاش أي استفسارات حول تفاصيلها، بحسب الطرف الأميركي. وفضّل أغلب السفراء والدبلوماسيين عدم التعليق على الموضوع بشكل رسمي. وقال سفير آخر طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "لا أنكر أنني استغربت إقالة المندوب التونسي، خصوصاً أن المباحثات كانت لا تزال في بدايتها، وتجرى الكثير من التعديلات على مسودات المشاريع إلى أن يتم التوصل للصيغة النهائية، وكان واضحاً أن هناك رغبة بحشد أكبر تأييد ممكن لدعم مشروع القرار للحصول على 14 صوتاً مؤيداً مقابل الفيتو الأميركي". واستغرب الدبلوماسي بشدة كذلك بيان وزارة الخارجية التونسية الذي صدر حول الإقالة، ووصفه بأنه بعيدٌ كل البعد عن أعراف الدبلوماسية.

وكان بيان الخارجية التونسية، قد أشار إلى أن إعفاء السفير جاء "لاعتبارات مهنية بحتة تتعلق بضعف الأداء وغياب التنسيق والتفاعل مع الوزارة في مسائل هامة مطروحة للبحث في المنتظم الأممي". والمثير أن هذا البيان ووصف أداء السفير بالضعيف، يتناقض مع عدد من التصريحات لدبلوماسيين في نيويورك عملوا معه، كما يتناقض مع أسباب اختياره في الدرجة الأولى. وكان البعتي متقاعداً عندما تمّ استدعاؤه للعودة إلى العمل كسفير لتونس لدى الأمم المتحدة في نيويورك لتوليها مقعدها في مجلس الأمن، وعيّن في شهر سبتمبر الماضي. ووصفه عدد من السفراء والدبلوماسيين في الأمم المتحدة، والذين عملوا معه، بأنه يتحلى بمهنية عالية وتواضع وحنكة وخبرة ممتازة. وقال سفير آخر "تفاجأت كثيراً عندما قرأت البيان الذي يطعن في مهنية البعتي. إن هذا بعيد كل البعد عما رأيناه من السفير التونسي، بل حتى محزن". أما سفير إستونيا، سفين يورغنسون، فأكد أمام مجلس الأمن دعمه للسفير التونسي. وقال "قبل أن أبدأ بمداخلتي، دعوني أعبر عن تضامني الكامل ودعمي للبعثة التونسية وزميلنا السفير التونسي، المنصف البعتي"، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن حول ملف الإرهاب، عقدت يوم الجمعة، أي في اليوم التالي لإقالة السفير التونسي.